تيم صفصافي

عندما أتيت الى لبنان كنت في الرابعة من عمري. أنا من صحنايا في سوريا وأسكن الآن في زحلة. أكمل تعليمي في متوسطة مكسه الرسمية.  عرفنا عن برنامج الموسيقى في العمل للأمل بعد أن علم والدي عن المؤسسة عبر فايسبوك. أراد أن يقدّم كأستاذ موسيقى لكن انتهى الأمر بانضمامي أنا الى العمل للأمل.

حين تمّ قبولي كنت في العاشرة، أراد والدي أن يمزح معي. أتى الى البيت وقال لي “للأسف لم يتمّ قبولك”. حينها حزنت كثيراً.  قلت له أنني  كنت أرغب أن أكون جزءاً من المدرسة، لم يجب. غفا  ولم يخبرني أنه كان يمازحني. حين صحا، سألته ان كنت أستطيع أن أقدّم مرةً أخرى. حينها انتبه أنه نسي أن يقول لي أنه كان يمزح. حين عرفت، لم أصدق. بدأت أقفز وأرقص.

عندما بدأنا بالدروس، كنت أحس أن الحصص صعبة. اذ كنا نتعلم بالإضافة الى الصفوف العملية، نظريات وتاريخ الموسيقى وهي صعبة بعض الشيء.  كذلك، في البداية، يكون المرء خجولاً بعض الشيء ثم يبني بعض الصداقات  ويتقرب من الأساتذة، فتصبح الصفوف والمواد أكثر سهولة.  في المرحلة الأولى كنا نتعلم كل الآلات ثم كان علينا أن نختار الآلة التي وجب أن نتخصص بها. فاخترت آلة الساكسفون.  بعد أن وزعوا لنا الشهادات، تم تكوين أربع فرق موسيقية من المتخرجين: شرق، مدى، جواب وزهورات وهنالك فرقة خامسة ما زالت تتمرن تُدعى أوج.  وأنا أعزف مع فرقتي شرق وجواب.

بعد تأسيس الفرق، قمنا بعروض  في مناطق لبنانية عديدة. في بيروت عرضنا في فضاءات ثقافية مهمة كمترو المدينة، زقاق، مسرح دوار الشمس…الحفلات في بيروت تحديداً كانت رائعة.عندما أرى الجمهور يتفاعل معنا ويصفقون، أشعر بسعادةٍ لا توصف وينعكس ذلك على عزفي. أحياناً، يطلب مني أصدقاء والدي عندما يكون لديهم إحتفال أن آتي بالساكسفون لأعزف لهم قليلاً.  وعندما أقوم بذلك أسمعهم يقولون: “آلصلاة عالنبي” “ما شاء الله”.

مضت سنة على تخرجي من مدرسة الموسيقى ولكنني أزور المدرسة كل أسبوع. أحياناً أتمنى لو أعود الى السنة الأولى وأعيد البرنامج من جديد. كنا نقضي الكثير من الوقت في المركز. في مدرستي في مكسه،  أقوم بالعزف لأصدقائي وللأساتذة. منذ ثلاثة أشهر تقريباً قمت  باصطحاب بعض أصدقائي الى بيتنا وصرت أمرنّهم حتى تمكننا في عيد الأم أن نقوم بحفلة موسيقية. أصيب الأساتذة في المدرسة بالدهشة للحفلة التي نظمناها كطلاب. ما تعلمته في العمل للأمل كنت أنقله الى مدرسة مكسه الى أصدقائي في الصف. عزف بعضهم على الدربكة، على الرق، على الكاتم…فأنا بعد الدراسة بت قادراً على العزف على العود، الساكسفون، على الأكورديون،  دربكة، طبل، كاتم، رق وبدرجة أقل على البزق.  أكثر آلة أحبها بين تلك الآلات هي آلة الساكسفون، ربما لأن والدي كان يحب أن يتعلمها ولأنني كنت أسمعها دائماً عبر يوتيوب.أتواصل  مع عازف محترف على الساكسفون عبر واتساب  وأتعلّم عبر الفيديو. نتمرن أنا وأبي طوال الوقت.

كان من المفترض في الأشهر الماضية أن نذهب الى النروج وأن  نعزف مع فرقة نرويجية. حزنت كثيراً لأنني لم أتمكن من السفر. لم نحصل على تأشيرات.

منذ يومين شارك والدي في المركز في ورشة لهندسة الصوت. أتيت معه وتعلمت بعضاً من التقنيات التي تعلمها.  والدي مشارك أيضاً في ورشة المسرح التي تنظمها العمل للأمل مع المخرج أسامة حلال ولقد انضممت اليها بدوري وأمي شاركت في السابق في ورشة مسرحية أخرى.

من الممكن القول أن كل عائلة صفصافي تشارك في برامج العمل للأمل. لم يبقى سوى أختى لكنها صغيرة جداً للإنضمام الى مدرسة الموسيقى. ولكنها متحمسة للإنضمام في السنة المقبلة.

صاحب الحكاية: تيم صفصافي

الممارسة الفنية: ساكسفون

جمع وتحرير:  منى مرعي

الزمان والمكان: ١٩ أيار ٢٠١٩ مدرسة العمل للأمل – بر الياس