دوّر من أول وجديد

كنت سنة تالتة قانون بالجامعة لما طلعت من سوريا عام 2012. كنت بشتغل بمصنع قماش بحلب بالصيف، بس لما قويت الحرب، اضطريت اترك حلب واشتغل ببيروت، وبلشت اشتغل بالبناء والتنظيف. رجعت على حلب، وانصدمت كيف تغيرت الحياة: كل شي صار غالي، مافي كهربا، إخواتي بيحملوا الضو على جبينهن ليقدروا يدرسوا، والواحد صار يفيق بنص الليل مرعوب من القصف. ضليت شي شهر تقريباً، بس ما كملت امتحاناتي ورسبت فيهن. كان صعب إرجع على سوريا، لأني صرت مطلوب للخدمة العسكرية الإلزامية بعدما تركت دراستي.

لما رجعت على بيروت، كان لازم إبدأ من الصفر. دراسة القانون بلبنان كانت بلا طعمة لأنو القانون اللبناني ما بيسمحلي إشتغل محامي. توظفت مشرف بشركة تنظيف، بعدين قدمت للمشاركة بورشة عمل تمثيل، وانقبلت، بعدين طلعتلي منحة من منظمة العمل للأمل لدراسة تخصص إذاعة وتلفزيون بالجامعة اللبنانية الدولية.

انضميت لفرقة مسرح العمل للأمل، وبلشت اتدرّب على إضاءة المسرح خلال تحضيرات مسرحية «الفيل يا ملك الزمان» التي انعرضت بالمركز الثقافي الفرنسي بكانون الأول 2016.

المدربين دعموني كتير، وخلال العروض أنا كنت فني إضاءة. دعيت كل أصدقائي وكلهن انبهروا.

التجربة غيرت حياتي وفتحتلي كيتر أبواب وعلاقات. بلشت إعمل اختبارات تمثيل، ووقع عليي الاختيار لدور مدفوع بأحد الأفلام. وشاركت بتأسيس فرقة مسرحية صغيرة بالجامعة اللبنانية الدولية اللي عم إدرس فيها. بالشغل صاروا يقدّروني أكتر، وصاروا يتفهموا وقتي وضغط شغلي.

الأهم من هيك إنو تجربة المسرح سمحتلي دوّر من أول وجديد عن الشي اللي بدي ياه بالحياة عنجد.

من الأول كان بدي إدرس مسرح بسوريا، بس ما انقبلت ولهيك اخترت قانون.

لما يكون عندك هدف ويضيع منك وفجأة تلاقيه، بتستعيد ثقتك وعزيمتك، ولحاله هالشي بيدفعني أدّي أفضل ما عندي كمشرف بشغل التنظيف.

بظن أهم تغير إيجابي صار بحياتي هو هالمنحة الدراسة التي حصلت عليها من منظمة العمل للأمل لتابع دراستي بالجامعة اللبنانية الدولية، بالإضافة لورش العمل.

بخصوص التغيرات السلبية اللي عم واجهها، أحياناً إدارة الوقت عم تكون صعبة، وفيه أشخاص بتضل بتسألني شو عم بعمل بالزبط.

قصة: إحسان باكير، 27 سنة من حلب

النشاط: المسرح

جمع وإعداد: منى مرعي

التاريخ والمكان: السبت 6 أيار 2017 | مركز عين الرمانة الثقافي – العمل للأمل