الحياة رح تستمر

ولدت مزنة الزهوري في سوريا، في آب 1993، ثم انتقلت إلى لبنان غير عارفة ماذا تتوقع وأين سينتهي بها المطاف. في أحد الأيام كانت مزنة تزور بعض أقاربها في «مخيم الرحمة» غربي البقاع، وقد كان فريق العمل للأمل يقوم وقتها بزيارة ميدانية للمخيم. دخل السيد عبد الله بيرقدار والسيدة بسمة الحسيني الخيمة وتحادثا مع مزنة، وقد وجدا فيها شخصاً جديراً بالمشاركة في البرامج التي كانا يقومان بإطلاقها. أبدت مزنة اهتمامها الشديد، وقد شاركت في أربعة مشاريع قدمتها منظمة العمل للأمل في صناعة الأفلام والمسرح والكتابة الإبداعية والصحافة.

كانت مزنة تدرس الهندسة الإلكترونية والكهربائية في سوريا، غير أنها كانت دائماً مشدودة دائماً إلى عالم صناعة الأفلام والصحافة. وقد جاءت إلى لبنان والكثير من الصور العنيفة مطبوعة في ذاكرتها بعد تجربة الحرب. كانت تبحث عن طرق للتعبير عن نفسها وإطلاق المكبوت في داخلها. قدمت مزنة فيلمها الأول ومدته دقيقة واحدة بعنوان «مرة أخرى» بعد تعلمها صناعة الأفلام خلال ورشات منظمة العمل للأمل.

قبل أن تغادر مزنة سوريا، تعرص والدها للخطف. قبل ذلك بفترة وجيزة، كان قد اتصل بالبيت وتحدث إلى جميع أفراد الأسرة لمدة أطول من المعتاد، كما لو كان يشعر مسبقاً بما سيحصل له. خلال محادثتهما، قال لمزنة «خلي ببالك إنو الحياة رح تستمر». أصبحت هذه العبارة محور حياتها، ومصدر دعمها وعنفوانها بعد فقدان والدها. وقد أطلقت على فيلمها الثاني عنوان «الحياة ستستمر».

كذلك تلقت مزنة تدريباً على الصحافة، وأدركت أن بإمكانها الجمع بين الصحافة والإخراج لتوثيق ما يحدث في سوريا الآن. وقد بدأت بإرسال سيناريوهات لمجموعة من المتعاونين في سوريا، حيث يقومون بتصوير المشاهد الولية التي تطلبها ويحملونها عبر الإنترنت، وهي تقوم بمراجعة المحتوى الفيلمي وإرسال تعليقاتها وتحرير الفيديو في النهاية. وقد نتج عن هذه العملية فعلاً فيلم مدته 20 دقيقة. تعتبر مزنة نفسها اليوم مخرجة وثائقية، وقد قدمت خمسة أفلام، ثلاثة منها بدعم من منظمة العمل للأمل. رغم أنها تعيش بعيداً عن وطنها، تشعر مزنة بأنها تخدم وطنها وتحافظ على علاقتها به من خلال مساعيها الفنية. علاوة على ذلك، بدأت مزنة العمل مع منظمة «أنقذوا الأطفال» في سهل البقاع كمسؤول زيارات ميدانية.

كان التغيير الأكثر سلبية بالنسبة لمزنة اكتشافها خلال ورشة المسرح لما رأته حدوداً لخيالها. فهي تملك عقلاً واقعياً وتجد صعوبة في الارتجال على المسرح. وهي تشعر بالحاجة الدائمة إلى قول الحقيقة، مهما كانت مؤلمة. كما تحاول منع هذه الألم من الظهور، رغم علمها بشعور الآخرين به.

قصة: مزنة الزهوري، 24 سنة من القصير

النشاط: المسرح / الفيديو

جمع وإعداد: سهى نادر

التاريخ والمكان: 30 أيار 2016 | البقاع