أن تستغني

أنس الشيخ طالبة في الرابعة عشرة من عمره، تعرّف على «العمل للأمل» بعد قافلة الإغاثة الثقافية التي وصلت إلى محل إقامته «غزّة» في البقاع الغربي. كان شديد الحرص على المشاركة في ورشة الصحافة، على الرغم من صغر سنه، وقد تمكن بحماسه واستعداده من حجز مقعد بين مشاركين آخرين يكبرونه سناً. كان صغر سن أنس دافعاً كبيراً للتفوق في الورشة التي استمرت 10 أيام وقدمها محمد أبو الغيط. وبسبب تميز عمله حصل أنس على جائزة كمبيوتر محمول ليواصل الكتابة بعد انتهاء ورشة العمل. كانت الصحافة بالنسبة له مجرد إمساك بالميكروفون وإجراء مقابلات، حيث يعبر الآخرون عما في خواطرهم والصحافي يسمع. لكنه تعلم خلال ورشة العمل أن الصحافة أوسع من ذلك بكثير، فهي المكان الذي يمكنك فيه تخزين كل أفكارك وهواجسك ومن ثم الحصول على منصة لنشرها وإسماعها للعالم أجمع. كان أنس طفلاً خجولاً للغاية وشديد الانطواء، لكنه بعدما عايش شغف الكتابة انفتح أكثر على الحياة. «كنت إختنق من أفكاري وما كان عندي المهارة لعبر عنهن بشكل علني»، حسبما يقول.

بعد قافلة الإغاثة الثقافية في تموز، تقدم أنس بطلب إلى مدرسة العمل للأمل للموسيقى لكنه فشل في تجارب الأداء، فقد غالبه الخوف والخجل ولم يتمكن من إظهار صوته بأفضل وجه. في وقت لاحق من عام 2016، انضم إلى تدريبات صناعة الأفلام التي تنظمها العمل للأمل، وقد أثارت اهتمامه إلى أقصى حد، ولا سيما التقنيات المقدمة للمساعدة على إنجاز قصة عميقة. «إنه عالم ساحر يستحق الاستكشاف».

في آذار 2016، تقدم أنس مرة أخرى إلى مدرسة العمل للأمل للموسيقى، وهذه المرة اجتاز اختبارات الأداء وانضم إلى المدرسة. بعد أن اكتشف صوته وقدراته، يتطلع أنس الآن إلى مشاركة صوته وعواطفه على المسرح لكي يريها ويُسمعها للعالم.

التغير السلبي الوحيد الذي عايشه أنس هو غيرة صديقه المفضل الذي كان يتدرب معه على الصحافة. فبعد انضمام أنس إلى مدرسة الموسيقى قام أعزّ أصدقائه بمقاطعته بعد صداقة دامت سنوات سنوات.

قصة: أنس الشيخ، 14 سنة من ريف دمشق

النشاط: الموسيقى

جمع وإعداد: سهى نادر

التاريخ والمكان: 30 أيار 2016 | البقاع