خلفية تاريخية

بدأ مشروع العمل للأمل صيف 2013 كبرنامج تجريبي تحت مظلة مؤسسة المورد الثقافي، الهيئة الثقافية العربية الرائدة، والتي تقدم الخدمات والدعم للحقل الثقافي المستقل في المنطقة.

ولدت فكرة المشروع في تشرين الثاني 2012 بعد رحلة قام بها وفد من 17 فنان وناشط في المجال الثقافي العربي إلى مخيمات اللاجئين السوريين في مدينة كلس، جنوب تركيا والمخيمات المجاورة قرب الحدود السورية.

عملت هذه المجموعة المتنوعة من الفنانين والممثلين والمخرجين والكتّاب على خطة للتعبير عن تضامن المجتمع الثقافي العربي مع الشعب السوري في أزمته، وذلك عبر تقديم التبرعات للمخيمات، ومشاركة المواهب مع سكان المخيمات من خلال بعض الورشات والفعاليات المرتجلة، بالإضافة إلى التحدث إلى السكان. جرى تنظيم هذه الرحلة بشكل مستقل عن أي دعم حكومي أو مؤسسي.

كان لزيارة تلك المجتمعات تأثير عميق في أعضاء هذا الوفد، حيث كشفت لهم عن حقيقتين أساسيتين. أولاً الأثر المهين والمحبط للنزوح إلى المخيمات جراء انحلال النسيج الاجتماعي، وثانياً عدم تمكن جهود الإغاثة القائمة من معالجة جميع الخسائر البشرية الناتجة عن النزوح.

وبينما مثلت مخيمات اللاجئين السوريين حلولاً «مؤقتة» لمشكلة طارئة، أدرك الوفد وجود مجموعات بشرية أخرى، في مصر وغيرها من بلدان المنطقة، تعيش في أوضاع مزرية وظروف مماثلة لا تفضي إلا إلى اليأس والقنوط والتفكك الاجتماعي، بما يؤدي بدوره إلى العنف والاضطراب والانجذاب نحو خطاب ديني أصولي.

والحال أن المجموعات النازحة، كالسوريين المقيمين خارج المخيمات في لبنان، تحولت إلى تجمعات عشوائية تعيش ضمن البلدان المضيفة دون أن تعمل هذه الأخيرة على إدماجها أو منحها أي خدمات. لذلك كانت هذه المجتمعات بحاجة إلى مقاربة مختلفة في الإغاثة التنموية، تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات المعنوية الإنسانية التي غالباً ما تغفل عنها المساعدات التنموية التقليدية. وقد كانت الخلاصة أنه في حال أمكن تطوير مقاربة من هذا النوع فقد تثبت جدارتها كنموذج قابل للتعميم على مجتمعات منكوبة أخرى حول العالم.

بُعيد هذه الرحلة القصيرة، تم تطوير مجموعة من الأهداف والأسس التوجيهية والأنشطة لمبادرة «إغاثة ثقافية»، سريعاً ما أطلق عليها «العمل للأمل»، كما تم تأمين تمويل لهذه المبادرة على أساس برنامج تجريبي لعام واحد من قبل مؤسسة فورد ومؤسسة المجتمع المفتوح ومؤسسة دون.

تم اختبار عناصر ولوجستيات البرنامج وتحسينها وتقييمها خلال الفترة الواقعة بين حزيران 2013 وحتى أيلول 2014، وذلك ضمن مرحلة تجريبية شهدت أربعة تدخلات مختلفة، اثنين في مجتمعات اللاجئين السوريين في لبنان واثنين ضمن مساكن عشوائية منكوبة اقتصادياً في مصر.

ومع مطلع العام 2015، أعيد تشكيل برنامج وأنشطة «العمل للأمل» للإغاثة الثقافية بناء على نتائج وتقييمات المرحلة التجريبية. تمثل التغيير الأكثر أهمية في ما أضيف إلى العناصر «الإغاثية»، مثل قوافل الإغاثة الثقافية، من برامج تنمية ثقافية أكثر استدامة وذات أثر أعمق في كل من المجتمعات والمشهد الثقافي والفني بوجه عام، ومن هذه البرامج تأسيس مدرسة الموسيقى، وتقديم تدريبات متقدمة على الفيديو والمسرح ومنح جامعية في مجال الفنون.